فرار .


أفر من حبك , و تقبضني في النسيان في الفراغ الموحش بينه و بين ذاكرتي ,
يجمعك حنين يعطل مهمة الفراق , يجتاحني بأشكالك المتعددة في الرسائل و الصور و الأغاني التي رتبناها في مفضلة , هُجرت , بعدما آنستنا و فككت تلاحم مسافاتنا الطويلة ,
صرتُ أتكوم في طين قريتك لأتشكل من وقع خطوتك علي , - هذا محض حلم لا يتحرر من مناماتي - .
تسيل دمعة أراقتها شفقة المتيقظين لي ,
منهم صوتي الذي يهرب من سكوني يُحصي خرافاتي الليلة
و عيني المسافرة تفتش عن ومضاتك في قصيدة كتبت بإسم مستعار
و يدي تغافل كل حواسي لتربت عليك في صدري , أركن لهذا الإنتصار و كأنك سجين مخلوق لأضلعي .
تطرقك أشوقي : ماذا لو يتناثر الكلام من قلبي صوبك , و أكتبك بلون غامق بالحدة ذاتها لتحفر في الصفحة ملامحك لـ ألا أحتاج لجملة تُوقع بعنوانك أسفل سطوري .
وحدها كلماتي عنوان لك , عليها أن تمضي دون إكتراث لخطأ قد يسحقها بين يديّ رجل مُحترق لا يعيها .

و وحدي يستطيل داخلي طيفك و أدفع بأحزاني إليه و أنا أعي تمامًا إنقلابها , كم استملحت و أنا أعانق أطرافك و أفارقها
تودعني برفق لم أعتاده منها , - تقول : سيتناوب عليك الفرح و يقوس مفارق شفاهك , لم أعد عالية فيك تخلخلت بطيفه , و صار قوامي هزيلًا .
لازالت ممسكة بي و هي تلعن وفائي , قُلت لها سِرًا : أخاف أن يختلي فيّ الفرح , أن يطمع الفراق بكتابة تاريخك يا أحزاني من جديد , و يسمنك بي
وقتها سأتمشى بثقلك و وصمتك في جبيني , ماثلة بهيمنة على إنكساري , تنبعثين من الريح بصوت موال رتيب , يشلع كل حواسي للبكاء -

و أنت تعلق ابتسامتك في انتثاري , في خوفي المتسلق عليك .
أوقفك و أقطع ظنوني المتأصلة فيّ .
تُطل مني برهافة : أنتِ تتسعين لي وحدي , ثمة أفكار حادة كانت تشي بي و أنطلق منك دون إنحناءات كشعاع تستقبله ثقوبك برحابة
و أخرج لأراك مثارة تُحيكين في نفسك أثاري الباقية , و أتهيأ في طيف .
معك توزعت رغمًا عن شعورك المريب و صرت كالملسوع أحوم في أنحائك و أنقاد لضحكاتك المتمايلة و أنخرط فيكِ , لاعنًا منفي دس أحلامه في غير أرضك .


تعليقات