إلى أبي .

بلغت الضجر ,
و أكتفيت بالهروب الذي يصل بي متقدماً , و الموت المأجور الذي يتخبط أمام بيتنا ,
و يتيم يعجن الفرح بأحلامه يُفيق ولا يجد يوماً مكتوباً على جدرانه : شُطبتْ الأحداث و ماتت عصفورة الساعة .
حتى الجدران أحياناً تحتاج أن تواري أحداً ,

أنا الإبنة الوحيدة التي تسمّر إنتماءك على طاولة الوجع ,
الطاولة التي لم تعد صالحة لـلعبة الشطرنج الماكرة , ولا لأطرافك التي بُترت و هي تحرك رأس الحزن القادم إليك ذات ضعف .
من الحزن أتمم الصرخة التي نمت كـشجرة زيتون مستعمرة تأخذها أصابعي لتزلزل أوجاعنا بـ رائحة
أنا جاهزة تماماً وأقف لـأفكارك أغني نشيداً وطنياً كتبه عابرٌ و أجاد لحنه منفي ،
وأتمتم به أنا بكامل خوفي الذي يشبه ترددك المتخفي تحت قدمك , تذكر : حين سمعته يئن و أنت تنفي أنينه ,.

حسناً :
إليك الصوت الناضج بعد سنين لم نرجوها أن تأتي و لكني أرى حكاية و طاولة و كرسي ومتفرجين
و السؤال الذي يرتشفه صمتي ,
والأسوار العالية التي خلفت ورائها قرية تزاحم الأمنية الأخيرة من ثغر طفلة يظنون أنها مدللتك.
قرية يتبناها شعب مهاجر وهبها اسما رباعيا و إلى الآن لم يكبروا الله بها،
قرية تصارع الحياة بـبطء ولا تريد أن تنسل خيوط البساطة من ثوب فقرائها فتعلمهم كيفية مواراة سوءتها بغطاء من حرير ,
قرية وهبتها خطوك في يوم ما بل ووهبتها أشياء كنت أنا منها .

قُم يا حبيبي الأصدق قُم : ضمني و سـ أعيد تعليق صورة شبابك على حائطي تطل على النافذة و الناس و العصافير و الأحاديث التي علمتني ،
تعال لتكتب لي إهداء على كتبك لتتلاعب أصابعك بـ إسمي و كأنك تكتب شيء افهمه و لا أراه
و أشكو إليّ : أن أمي كانت تمزق أوراقك أريد أن أرى سخريتك من جديد بـ عينك و استفهامك و اسمع ردودك المختصرة جداً بـ فعل الحكمة , يا أنت أنا .

10-22-2011,

تعليقات