ربما
أني لم أعد بكل ذلك العنفوان ، و أني واقفة أنتظر من يرثي شبابي ، ينتهك
خصوصية الأشياء فيّ ، يرحل إليّ بعدما جمعني قبلة واحدة في فمه
عنفواني يفتش عن الذي أضمر وجوده و لم يجد إلا نفسي ،
أخذت أرثيها وحدي حتى نسيت أنها مقتولة و للحظة شعرت بأني أخلقها من جديد ،
خفت من فكرة الكفر هذه و عدت لذات النوافذ علّي أفتن عابر لن يعلم أني صحوت من الموت بفضل رقصة كانت تنتشي بي بدلًا من إنتشائي
و أن كل ما أستمد منه سعادتي أنا جذوره المدفونة .
فحين يغيب عن الرجال ماضيكِ سيشعر بأنه باني حضارات و عراقتكِ تلفظ أحلامك بكراً على مناماته ،
و تمسك بواقعك كخطوة الطفل الأولى يصير بقلبه أمًا و بعقله طاغية الوجود الذي يكبر داخلك على مقته ،
كلهم في الحقيقة يغذيهم هذا المقت لأنه ليس بإمكاننا تجاوزه إلا
باللطافة ظاهرةً ، المتحجرة في أساسها كالذي يناضل لأجل أن يكتسب شهادة
لوطن لم يصنع له إلا موتًا ليس عاديًا معلق في الصدور ، متشبث بفخر الناس .
و أنت ذات الوطن قبل أن يصنع موتي ، بنى بيتًا دون سقف يحمي رأسي و
أفكاري المتطاولة ، بيتًا أكتفى بجدرانه الأربعة لطارئ بكاء أو حب مال
ليُسند أخيرًا ،
دون أن تأبه - ما الذي يعنيه التوقيت و حبسي بين عقاربه حتى و هي تشتد في ضربها و لا تماطل لأحبسك فيّ -
تقصيني عنك و أنا الدانية لشريانك ، الشريان الذي لم يترك حائطًا إلا و ضخ عجزه عليه : لا تصالح بعدما تلقى قضائك فيه بإبعادي،
يود من دمائك تقتص له بأن تدنيني منك ، وتطلب صلحي .
حسنًا : لا أحمل صك غفران لأجل كافر بي بل أحمله لذلك المؤمن الذي شققه الشك و لم يشق عليه البحث عن حقيقتي و لم يجدنيإلا أعادي حبك و شكل جسدي في المرآة حين يفتنني بشدة بروزك بين ضلعيّ .
وحدك من يُبعث بمعجزتي الصغيرة و يختال لأنه مختار بإشارة إصبعي الذي أعوج لأنه لم يكف عن الإنحناء تحية لرسائلك .
تعليقات
إرسال تعليق